مصباح شنيب: تنمية تطـــــــــاوين إعمار للربع الخالي من تـــونس
On 21 أبريل، 2020 by sarra
مصباح شنيب
ليس هناك فائدة الان من التحسر على عقود من الزمن انسلخت من تاريخ الجهة دون ان تجني من خيراتها ومواردها شيئا يذكر وهذا راجع الى تدبير سيء من السلطة والى تقصير مشين من أبنائها في حق أهلهم. تطاوين دفعت الثمن الأغلى في الدفاع عن تونس وذاك واجبها نهضت به على الوجه الأكمل لكنها فرطت في حقها الطبيعي في التنمية ولعل مأتى ذلك من إفراطها في تقديم التضحيات التي قوبلت بالجحود والإنقضاض عليها في كل مرة والتنكيل بأولادها في فترتي النزاع اليوسفي والتعاطي العنيف مع الحركة الاسلامية. لا تزال رواسب هذه الذهنية تكيف الكثير من المواقف إزاء الجهة من لدن المركز وما تزال غائبة عن البال في التخطيط لمشاريع التنمية وتنفيذها رغم الطابع السلمي لاحتجاجات أبنائها التي كثيرا ما نوه الإعلام بهدوئها وتمدنها. وما تزال بعض مجموعات الضغط تهجم على الجهة في وضح النهار وتختطف ما أسند إليها أو هي أحق به بمباركة من المركز وليس أمام الجهة إلا الصبر الذي تدربت طـويلا على تحمل أثقالـه. لسنا بصدد تدوين بكائية لجهة عاش أبناؤها مشردين في المهاجرلتأمين لقمة عيش حلال لأبنائهم في زمن تفاقمت مظالمه وإنما بصدد توصيف واقع مرير يأبى أن يغادرعاداته المقيتة. كانت الثورة الأمل الذي أضاء في الأفق مبشرا باسترداد الكرامة واستعادة الحقوق لكن هذا الأمل أخذ نوره يتلاشى شيئا فشيئا تحت بهتان ومكـر عصابات الأمس وعدنا من جديد الى الدوران في حلقة مفرغة نقول ونقول ولا نفعل إلا القليل وببطء من لايريد ان يتقدم ….. تطاوين في أحشائـها الدر لكن الجهود المبذولة لإستخراجه ما تزال متلعثمة…. وسيؤهلها قدرها – إن عاجلا او اجلا – للعب أدوار متقدمة في الاقتصاد الوطني…. الحاجة الى منوال تنموي يتغذى من موارد الطبيعة الكريمة ومن مساحات الأرض المهملة والقابلة للإستصلاح في ضوء رؤية تنموية مستحدثة تعبئ كل الإمكانيات هو الذي سيرشح الجهة للإعمار وسيكون ذلك يوم تقتنع الحكومة بأن تنفيذ مشاريع عملاقة في كل المجالات هو العلاج الذي تنتظره بلادنا لمكافحة البطالة وتثبيت السكان على أراضيهم…. ومتى تحقق ذلك ولاحت المنافع فإن الإقبال على الجهة والإستثمارفيها سينطلق وفق نسق سريع…..وعلى الدولة أن تعي بان دورها يتمثل في تنفيذ النموذج الذ ي سيقتفي الناس اثـره.. ما نزال في حاجة مـاسة الى جهود الدولة وتلك حقيقة يتعين على الجميع الوعي بأهميتها البالغة.
You may also like
الأرشيف
- أكتوبر 2025
- سبتمبر 2025
- أغسطس 2025
- يوليو 2025
- يونيو 2025
- يونيو 2022
- مايو 2022
- أبريل 2022
- مارس 2022
- فبراير 2022
- يناير 2022
- ديسمبر 2021
- نوفمبر 2021
- سبتمبر 2021
- أغسطس 2021
- يوليو 2021
- يونيو 2021
- مايو 2021
- أبريل 2021
- مارس 2021
- فبراير 2021
- يناير 2021
- ديسمبر 2020
- نوفمبر 2020
- أكتوبر 2020
- سبتمبر 2020
- أغسطس 2020
- يوليو 2020
- يونيو 2020
- مايو 2020
- أبريل 2020
- نوفمبر 2019
- أكتوبر 2019
- يونيو 2019
- مارس 2019
- فبراير 2019
- يناير 2019
- ديسمبر 2018
- أكتوبر 2018
- أغسطس 2018
- مارس 2018
- فبراير 2018
- يناير 2018
- ديسمبر 2017
- نوفمبر 2017
- أكتوبر 2017
- سبتمبر 2017
- أغسطس 2017
- يوليو 2017
- يونيو 2017
- مايو 2017
- أبريل 2017
- مارس 2017
- فبراير 2017
- يناير 2017
- ديسمبر 2016
- نوفمبر 2016
Calendar
| ن | ث | أرب | خ | ج | س | د |
|---|---|---|---|---|---|---|
| 1 | 2 | |||||
| 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
| 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
| 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
| 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
