كورونا Corona

مصباخ شنيب

 الأوبئة في تاريخ البشرية ليست حدثا طارئا ومن له إلمام موجز بالتاريخ فلا شك انه قد وقف على ما خلّفته من مآس يشيب لهولها الرضيع. غير أن دولة الكورونا ذات التيجان تضرب البشر – اليوم – بشكل مختلف فهي مثل عصرنا الذي لا يشبه أي عصر لا يشبه وباؤها أي وباء. فها هي تزورنا في وقت امتلأنا فيه علما ومعرفة وبلغ مجدنا عنان السماء ودانت لنا فيه الفيروسات والأفلاك لكن فيروسنا هذه المرة من سلالة الملوك لذلك له أكثر من تاج وله أكثر من إهاب. بعبارة موجزة كورونا طرقتنا شاهرة سلاح الموت متحديّة كبرياءنا المعرفي وساخرة من مخابرنا ومستهينة بعلمائنا الأفذاذ. كورونا هي في الأصل ليست الا فيروسا بين الفيروسات غير أنها بحكم هيبتها الملكية ومنبتها المجهري تتميز عن غيرها بكونها ليست موغلة في مجهريتها فهي الأضخم بين مثيلاتها كورونا ليست كائنا هوائيا ولا مسامّيّا بل هي كائن ” سطحي ” يتخذ له مسكنا على المادة الصلبة وهي كذلك بكبريائها الملكي لا تذهب الى الناس بل يأتون اليها . رسالة كورونا : لقد ملأتم البرّحديدا والبحر سفينا والجوّ ضجيجا وكدستم السلاح ولوّثتم البر والبحر والجو فما أحقركم .. أنتم الان في قبضة فيروس اعتقل ملوككم ورؤساءكم وقضى بحبس نسائكم ورجالكم وأغلق مدارسكم ومعاهدكم وجامعاتكم … أنتم لستم شيئا…أنا كورونا العظيمة متى أغرز أظافري الفيروسية في رئاكم تعرفوني… رسالتنا الى كورونا : حنانيك أيتها الملكة ذات التيجان رفقا بنا وإن كنت أزمعت الفتك بنا فاجملي .

 

  • Related Posts

    طيح في البير ولا بوس اللفعة

    هذا المثل يلخص حالنا في هذه الايام سلط مطلقة في ايد رئيس يمكن له ان يتفرد بها لأجل غير مسمى وطبقة سياسية في اغلبها متعفنة اجبرتنا على القفز في البئر…

    في عيد الحب :رسالة ام إلى ابنتها

    اخبرتني بنيتي أن للحب عيدوأنه يوم غد بكل تأكيدضحكت والقلب مهموم من التنكيدالحب يابنيتي كالجبل العتيدفيه حلاوة وجنون العنيدالحب يجعل الناس كالعبيديفكرون بالقلب لابالعقل الرشيدالحب يسقى بتحقيق الوعيدفينمو مع العمر…