قدم أبطال المسرحية الحدث “حديث لجبال” العرض ما قبل الأول يوم الاربعاء 15 فيفري 2017 بقاعة الفن الرابع بتونس العاصمة, هو عرض من إنتاج مركز الفنون الدرامية و المسرحية بقفصة و من إخراج الهادي عباس, نص الطاهر الرضواني, بطولة كل من دليلة مفتاحي, إيمان ممّاش, الأسعد حمدة, حسن ربح, محمد السعيدي,
تمحورت أحداث المسرحية حول قصة شاب و شابة “ضو و زهرة” جمعتهما قصة حب جميلة بين ربوع الجبال, لكن العائق الوحيد الذي إعترصهما لتتويج علاقتهما بالزواج كان البطالة الممنهجة حيث تحصل كل منهما عبى شهادة تعليم عالي و قضيا عدة سنوات في البحث عن عمل, دون جدوى.
عندما وضعت زهرة حبيبها أمام الأمر المقضي (زواج=عمل) و عندما حلل ضو الوضع من حوله فوجد أن أترابه ممن لم يتابعو دراستهم يشتغلون و يتقاضون المنح من الدولة و إنسدت الآفاق أمامه خير الإنضمام للجماعات الإرهابية التي إستقطبته بسهولة تامة مستغلة حالة الإنهيار التي إنتابته. و طلب مقابلتها بالجبل عن طريق إبن خالتها الذي بلغ فرقة الجيش بالأمر و بعد تدبير خطة محكمة قرروا طلب الإذن من أمها لإستعمال زهرة كطعم للإيقاع بضو و السيطرة عليها. إلا أن ثارت ثائرة الخالة “هنية” عندما أبلغها القائد بالفرقة العسكرية أن رئيس الجمهورية على علم بالعملية و أنه يتوسم فيها خيرا للموافقة. فقالت: “رئيس الجمهورية يعرفني؟؟؟ قلتولو إلي هنية ما عندهاش دار قلتولو إلي هنية فنات حياتها تجمع في الحطب باش كبرت زهرة…”
فهل سيستطيع الجيش القبض على ضو؟
كيف ستتصرف زهرة بعد هذه المقابلة؟
وضع الطاهر الرضواني إصبعه على موضع الداء حيث أرّخ بمسرحية “حديث لجبال” لحقبة من تاريخ تونس المعاصر العليل الذي يعاني من محاولة الرجوع بتونس إلى الجاهلية مع لامبالاة فادحة من الدولة و دواليبها. كان ذلك بسلاسة النص البسيط الدامغ و الخفيف الذي يجرنا للضحك بعمق دون الإبتذال. مع توظيف لموسيقى رائعة من طرف أسامة بن فرحات.
بذلك تكون فرقة الفنون الدرامية حافظت على عراقتها.
(صورة الشاذلي عرايبية)
