الجزائر تتدخّل لإطلاق سراح جزائري احتُجز بمطار قرطاج الدولي

اشتبه بكونه واحدا من العائدين من بؤر التوتّر بسوريا والعراق
ضيّقت المصالح الأمنية التونسية، الخناق على المارّين عبر مطاراتها والقادمين من دول تشهد بؤر توتّر علاقة بالتنظيم الإرهابي “داعش”، والذين قرّروا العودة إلى ديارهم بعدما أوشكت الحرب أن تضع أوزارها بالمنطقة، حيث تضاعفت مجهودات التنسيق الأمني بين الاستخبارات التونسية ونظيرتها الجزائرية، من خلال تبادل البلدين لبطاقية خاصة بالمقاتلين الذين تنقّلوا إلى مناطق النزاع.
أوردت مصادر مؤكّدة لـ”الجزائر 24″، أنّ القنصلية العامة الجزائرية بتونس، قد تدخّلت مساء أمس، لإطلاق سراح جزائري اعتُرض طريقه من قبل مصالح الأمن التونسية، عندما نزل بمطار قرطاج الدولي، قادما إليه من مطار جدّة بالمملكة العربية السعودية. وجاء تدخّل مصالح الدبلوماسية الجزائرية بتونس، بعد احتجاز المواطن الجزائري، إثر الاشتباه بعلاقته بتنظيمات جهادية ناشطة في بؤر التوتّر بالعراق وسوريا. ووفقا للمعلومات التي نحوز عليها، فقد تمّ إطلاق سراح المواطن الجزائري، بعد تدخّل مصالح الأمن الجزائرية، التي قدّمت توضيحات على أنّ الشخص المعني كان قادما من المملكة العربية السعودية عبر تونس، أين كان يؤدّي مناسك العمرة. لكنّ السلطات الأمنية التونسية، صادرت أمتعته وسمحت له فقط بمغادرة ترابها والدخول إلى بلاده.
وتشير معلومات أمنية في السياق ذاته، إلى أنّ السلطات الأمنية التونسية، تكون قد اشتبهت بصورة المواطن الجزائري، بعدما لاحظت وجود تطابق شكلي بينه وبين شخص آخر جزائري مبحوث عنه، وارد اسمه ضمن البطاقية التي قدّمتها مصالح الأمن الجزائرية، لنظيرتها التونسية، بخصوص إرهابيين جزائريين التحقوا بتنظيمات مسلّحة ومتطرفة ويجري البحث عنهم منذ سنوات وفق برقيات استعلاماتية تمّ تبادلها بين سلطات البلدين.
وتثير إشكالية عودة الإرهابيين من بؤر التوتّر إلى بلدانهم الأصلية بمنطقة شمال إفريقيا، الجزائر، تونس والمغرب، قلق دول المنطقة، لا سيما بعد الخسائر التي تكبّتها التنظيمات الإرهابية خاصة في سوريا، ما جعل المقاتلين يفكّرون في العودة إلى ديارهم ونقل نشاطاتهم إليها. ولمواجهة هذا المدّ نصبت المصالح الأمنية الجزائرية نظام “يقظة وحذر” لمراقبة وصول أي من المقاتلين العائدين من ساحات القتال، وأصدرت أجهزة الأمن تعليمات بتشديد مراقبة العابرين عبر المطارات الجزائرية القادمين من دول مختلفة، خصوصا من تركيا وأوروبا، وكذلك من المعابر الحدودية مع مالي والنيجر، والتي يمكن أن تستعمل.
وتحصي الجزائر حوالي ألف مقاتل ضمن صفوف التنظيم الإرهابي “داعش”، بينما ضعف العدد زائد 400 مقاتل تحصيها تونس لوحدها، وتحصي المغرب 1200 مقاتل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.