طرح الحاضرون في الجلسة العامة بمقر الولاية على وزير الثقافة مسائل تتعلق بتمويل الأنشطة الثقافية وإدارة المهرجانات الوطنية والبنية الأساسية للمؤسسات الثقافية ودعا البعض الاخر الى القطع مع الأساليب القديمة في التعاطي مع الشأن الثقافي من أجل تجويد العملالإبداعي والارتقاء به حتى ينهض بدوره كاملا في تنوير العقول وتهذيب الاحاسيس وصقل المواهب.. ولعل ما زاد من نسبة الحضور وضاعف الاهتمام بالمعطى الثقافي في هذه الاونة بالذات هو قرب انطلاق المهرجان الدولي للقصور الصحراوية بهيئة سجل فيها العائدون من فترة ما قبل الثورة حضورا لافتابعد إبعاد بعض الوجوه التي تقلدت المسؤولية في المهرجان السابق لأول مرة بعد مناكفات وتدخلات من بعض الأطراف التي تعودت أن تضع ساقا هنا وأخرى هناك وأن تؤثر في مجرى الأحداث بسبل مطروقة في إدارة الصراعات الوهمية ” واكتساب انتصارات رمزية ” في زمن مفعم بالهزيمة.
بل بلغ الأمر باخرين ممن رضعوا من ألبان ثقافة العهد البائد أن دعوا جهارا نهارا الى إحياء جمعية عفا عليها الزمن ، والأمل يراودهم في إحياء ما اندثر من ماض بات في ذمة التاريخ.
كانت جلسة شيقة تقاطعت فيها الأوهام والأحلام لترويض حصان الثقافة الجامح حتى يستوي مركوبا فارها يعبر بالبعض الى الزمن المخملي.
أما الوزير فقد أصغى الى المتضارب من الأقوال والأفكار وحاول جاهدا أن يجيب عن أسئلة طرح الكثير منها على مقاس طارحيها ومصالحهم القريبة ورسم رؤية للعمل الثقافي تكتفي فيها الوزارة برعاية المبادرات الصادرة عن الجهة ومرافقتها الى حين تستوي مواليد ثقافية تسر الناظرين. ووضح بأن العمل الثقافي من الان فصاعدا ينبغي أن يطلع من رؤوس المثقفين وخيالهم في شكل مبادرات تذهب رأسا الى مصالح الوزارة لدراستها ومن ثم المساعدة على إنجازها .
ووعد الوزير بترميم دار الشعب التي تقع في سرة المدينة وكان التجمع المنحل قد سطا عليها وجعلها مقرا للجنة تنسيقه وتولى ” الثوار ” سامحهم الله الإجهاز على الكثير من محتوياتها فسرى اليها الخراب رغم موقعها الملائم للأنشطة الثقافية وتولت الشركات النفطية تحمل تكلفة إصلاح ما طالها من أعطاب بمبلغ قوامه اربعمائة الف دينارعلى أن يبعث بفضائها مركز للفنون الدرامية والركحية ومعهدا جهويا للموسيقى. كما وعد الوزير برصد مائة وخمسين الف دينار لإصلاح مؤسسات ثقافية أخرى يتطلب حالها التدخل العاجل ودشن ساحة للفنون وتحدث عن مشروع مدن الفنون وتم اقتراح استغلال هكتار ونصف من الأرض في حي المهرجان لإنشاء مركب ثقافي ومتحف ومقاه ثقافية ومحلات يستغلها الخواص لاحتضان الأفراح في الليالي الملاح.
إجمالا كانت زيارة الوزير مليئة بالوعود والأهم من ذلك ما طرحه من رؤى غير مسبوقة لتحقيق الإنجازات الثقافية يكون للمبادر فيها دور المقترح والمنجز ترعاه عيون الوزارة. ولم يبق لطواقم الموظفين بعد تنفيذ هذه الرؤى المستجدة ما به ينشغلون سوى التنسيق والاستمتاع بالمخلوقات الفنية التي سيبدعها خيال الفنانين جنبا الى جنب مع المواطنين المتعطشين الى الغذاء الثقافي الدسم.
مصبــــــــــاح شنيـــــــــب