عبد اللطيف الحداد: غمراسنيــةُ بــاريس الحَلَـبِــيّــــون

abdellatif-haddadقريبة لي أصيلة غمراسن تعيش بالعاصمة ولها صلاتٌ مُتأكدة ومنتظمة بأقاربها الذين يُقيمون في فرنسا نقلت لي أنّهم كانوا قد أقاموا الأفراح والليالي الملاح احتفالا بالانتصار القادم من حلب .. وأخذتهم النشوة بـ: حلب_تنتصر حتى إذا ناموا ليلتهم وأفاقوا من نومهم ووهمهم أنّ المنتصر كان غير ذاك الذي أقاموا معه قبل أشهر العويل والنديب وشقّوا الجيوب ولطموا الوجوه والخدود حُزنا على #حلب_تحترق، حزنوا حزنا عميقا وانبروا يرثون “الثورة” ويترحّمون على “الحرية” وأختها في الله “الديمقراطية”.

 

*****

هذه ليست أول حالة غمراسنية باريسية من هذا النوع
فما أكثر المنعطفات التي لم يَكونوا فيها على مَوعِد مع التاريخ ..
ولا تثريب عليهم .. فقد كانوا مُنشغلين عن تلك المنعطفات بجمع المال الحلال جمعاً لمّاً وحُبّ الفرنك ومن بَعده الأورو حُبّا جَمّاً سيّما وهم حديثو عهدٍ بالنعمة والوفرة والتكنلوجيات الحديثة.

*****

أحِبُّ في هذه القريبة والصديقة أنّها تُراقب بكل اهتمام ومن زمنٍ مشهد الغمراسنية الباريسيين .. ولا تنفكّ تُطلق عليهم بعد الثورة “جماعة كشف المستور عن بقايا الديكتاتور” .. لكونهم لم يَعرفوا قبل السادس عشر من جانفي 2011 من تونس وشؤونها وشُجونها، إلاّ الشُّعَبَ الدستورية المَهجرية و”معا مع ابن علي لرفع التحديات” ومُلصقات الديوان التونسيين بالخارج التي طالما حلّوا بها سيارات العودة لقضاء العطلة الصيفية بغمراسن المحروسة.

*****

لله درُّ الجدّ البربري الذي أطلق عليها عبارة سيد [سن] القوم [غمر]
لعلّه كان يَعرف انّها صفة باقية للأحفاد من بعد الأجداد
حتى إذا أخطؤوا حاشية النصر ومَتنَ حلب !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.