بدأت تجارة الملابس الداخلية الخاصة بالنساء تعرف رواجا وسط الباعة الرجال الذين يتعمدون اختيار هذا التخصص، ليس فقط من أجل كسب المال بل لهم فيها مآرب أخرى، لا تخرج من دائرة الجسد وما جره من مفاتن وإغراءات.
هذا النوع من التجارة بدأ ينتشر كالفطريات في المحلات والمغازات والأسواق الشعبية بولاية سطيف، وأضحى علامة مخصصة لفئة من الرجال الذين غاصوا في عالم الملابس الداخلية وملحقاتها إلى درجة الإبداع والتفلسف في تفاصيلها وحيثياتها، فمن ناحية العرض لم يعد هناك أي طابو أو رادع يوقف زحف هواة الملابس الداخلية الذين لا يعيرون أي اهتمام للزوار والعائلات، فهناك محلات مختصة في هذا المنتوج بمختلف أنواعه تعرض الملابس الداخلية بأشكال فاضحة مع الاستعانة بتمثال عرض الملابس والصور المثيرة، وهو المشهد الذي يخدش الحياء خاصة وسط العائلات التي أصبحت تتحاشى مثل هذه المحلات، وقد سبق للعديد من الزوار أن أبدوا ملاحظاتهم واستياءهم من هذه العروض ودخلوا في نقاش حاد مع باعة الملابس الداخلية ورغم ذلك لازال الوضع على حاله.
وقد تحولت العديد من المحلات إلى مرتع للمراهقين والمراهقات خاصة الفتيات اللواتي يتعمدن تجاوز حدود اللباقة، فتقوم الواحدة منهن بحمل قطعة من هذه الملابس وترفع صوتها وسط الحضور سائلة صاحب المحل عن المقاس والنوعية وأدق التفاصيل وتدخل معه في نقاش مسترسل، فالزبونات تعودن على مثل هذه التصرفات برعاية الباعة الذين أنشأوا معهن علاقات حميمية اخترقت جدار الحياء، بل هناك من له اطلاع على مقاسات الزبونات ويحفظها عن ظهر قلب ولا يجد أي حرج في فتح النقاش حول أي قطعة تصحبها صورة ذهنية فاتنة.
والشيء المؤسف أن الظاهرة في تفاقم مستمر ولم تتدخل أي جهة لمحاربتها، بما في ذلك الأئمة الذين لم يتطرقوا لهذا الموضوع ولم يوجهوا انتقاداتهم لهؤلاء الباعة من باب النهي عن المنكر والفساد الذي بدأ ينخر المجتمع، لكن بالمقابل هناك بعض العقلاء من رواد الفايس بوك، طالبوا بضرورة التحرك لوضع حد لهذه الظاهرة المخلة بالحياء، وطالبوا بضرورة تشغيل عاملات للتكفل ببيع هذه المنتوجات مع عدم المبالغة في عرضها، ودعوا العائلات والفتيات والأمهات من خلال حملة فايسبوكية، إلى مقاطعة مثل هذه المحلات قبل أن يتطور الأمر إلى أشياء أخرى لا تحمد عقباها، وذكروا بأنه في فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية فإن اللباس الداخلي المسائي تبعه النساء وليس الرجال.