ثورة ” الحرية والكرامة ” أم ثورة ” البرويطة ” ؟

mosbah مصباحبدأت الاحتفالات بعد بالذكرى السادسة للثورة التونسية التي من مزاياها طرد الطاغية بن علي وإزالة غمة كانت تعشي أبصار التونسيين وبصائرهم وتخنق أنفاسهم…وحي الأحرار في كل شبر من العالم هذه الثورة السلمية التي نجحت الى الان بفضل ذكاء أبنائها في تجنيب البلاد الفتن وسفك الدماء والانجرار الى منطق الثأر.

وما تزال الى -اليوم -تعتبر الثورة الوحيدة الناجحة رغم ما تعرفه من صعوبات وتجاذبات لم تسلم منها الثورات التي اندلعت قبلها وبعدها هنا وهناك.

غير أن جموعا كثيرة من أبناء شعبنا ممن أعيتهم التجاذبات والأخطاء المتناسلة شرعوا بعد في نفض أيديهم من هذه الثورة وأخذ كثير منهم ينعتها ساخرا بثورة” البرويطة ” إمعانا في تحقيرها وتهوينا من مكاسبها. و من هؤلاء من مهدوا لها بنضالاتهم ومن انتصروا لها في بداياتها لكن أملهم خاب فيها لسقوطها في أيدي النوفمبريين ولعدم تكريسها للأحلام التي علقوها عليها….ولم يمهلوا ثورتهم مزيدا من الوقت لتحقيق ذلك بل سحبوا أنفسهم من الصراع وظلوا يتفرجون على المشهد يشكله غيرهم على غير ما يرغبون فازدادوا إحباطا.

ومن المشككين في في هذه الثورة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس فئات انتهازية لايهمها منها  ومن أي نظام سياسي إلا ما يسقط في أفواههم وبطونهم من الكسب الحرام اذ شأنهم شأن من يعيش في المستنقعات والمزابل فإذا هب عليه هواء نقي تفسخ واضمحل ككثير من الحشرات الطفيلية فهؤلاء سيبقون يذرفون دموع التماسيح على زمن ولى وانقضى.

وهناك النوفمبريون الذين فشلوا في التكيف مع الواقع الجديد وظلوا  يحنون الى عطف أبيهم المخلوع ويتحينون الفرص لترتيب عودته او التمهيد لأشباهه من المغامرين وفي أنفسهم حنين لا تنطفئ نيرانه الى كبيرهم الذي علمهم السحر.

الثورة تصارع من أجل البقاء عبر تثبيت التشريعات التي تؤمن الحوكمة الرشيدة وعبر وعي الكثير من الفئات التي ترفض استبدال الحرية بالخبز والكرامة بالمذلة.

الثورة ما يزال طريقها طويـلا وتطلب من المناضلين – أيا كانت توجهاتهم –  أن يقفوا الى جانبها وأن يحموها من سراق الليل ولصوص النهار ومن مطلقي الشعارات الزائفة.

مصبــــــــــــــاح شنيــــــــــــب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.