تحركت قوافل إجلاء من منطقة تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب ومن قريتين شيعيتين يحاصرهما المعارضون، الاثنين، بعد مواجهات استمرت أياماً.
وقال مسؤول من الأمم المتحدة والمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب، إن عشرات الحافلات تقل آلاف الأشخاص من منطقة صغيرة في حلب تحت سيطرة المعارضة وصلت إلى مناطق في ريف المدينة الغربي.
وفي الوقت نفسه قالت المصادر، إن عشر حافلات غادرت قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في شمال إدلب إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في حلب.
و عرض التلفزيون الحكومي السوري ومحطات تلفزيونية موالية لدمشق لقطات لوصول أول أربع حافلات وعدد من الشاحنات كان بعض الناس يجلسون على سطحها إلى حلب من القريتين المحاصرتين.
و في وقت لاحق يوم الاثنين، سيصوت مجلس الأمن الدولي في نيويورك على قرار يسمح لطاقم من الأمم المتحدة بمراقبة الإجلاء. وجاءت مسودة القرار نتيجة تسوية تم التوصل إليها بين روسيا وفرنسا وقالت الولايات المتحدة إنها تتوقع الموافقة عليها بالإجماع.
و يوم الأحد، هاجم مسلحون بعض الحافلات التي أرسلت إلى الفوعة وكفريا وأحرقوها وهم يكبرون ويلوحون بأسلحتهم أمام المركبات المحترقة، وفقاً للقطات مصورة نشرت على الإنترنت.
و هددت هذه الواقعة بإخراج عملية الإجلاء عن مسارها. وبدأت العملية بعد مفاوضات مكثفة بين روسيا – المؤيد الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد – وتركيا التي تدعم بعض الجماعات المعارضة.
و يتعلق الأمر بمصير ألوف العالقين في آخر معاقل المعارضة في حلب بعد تقدم مفاجئ للجيش السوري ومقاتلين متحالفين معه وتحت قصف مكثف سحق قطاعات كبيرة من المدينة.
و كانوا ينتظرون فرصة لمغادرة حلب منذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار واتفاق الإجلاء في وقت متأخر من مساء يوم الثلاثاء، لكنهم واجهوا صعوبات بسبب أحداث عرقلت الإجلاء. والطقس في حلب ماطر وشديد البرودة وليس هناك أماكن إيواء أو خدمات تذكر في القطاع الصغير الذي تسيطر عليه المعارضة.
إنهم فقط يريدون الفرار
والأسد مدعوم في الحرب بقوة جوية روسية ومقاتلين شيعة منهم قوات إيرانية وجماعة حزب الله اللبنانية وحركة النجباء العراقية. أما المعارضون وأغلبهم من السُّنة فبعضهم مدعوم من تركيا أو الولايات المتحدة أو دول خليجية عربية.
وفي ميدان بحي السكري في حلب أعطى المنظمون كل أسرة رقماً يسمح لها بركوب الحافلات.
وقال صلاح العطار وهو مدرس سابق جاء مع أطفاله الخمسة وزوجته وأمه “الجميع ينتظر الإجلاء. إنهم فقط يريدون الفرار”.
وتم إجلاء ألوف يوم الخميس في أول دفعة تغادر المدينة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينهي القتال في المدينة التي اندلع العنف فيها في عام 2012 بعد عام من بدء الصراع في أجزاء أخرى من سوريا.
ونقلوا إلى أحياء تسيطر عليها المعارضة في ريف حلب الغربي. وقالت تركيا، إن بإمكان النازحين من حلب الإقامة كذلك في مخيم سيقام في سوريا قرب الحدود مع تركيا.
وظلت المدينة مقسمة على مدى أربع سنوات بين الشرق الذي تسيطر عليه المعارضة والأحياء الغربية التي تسيطر عليها الحكومة. وخلال الصيف تمكن الجيش وحلفاؤه من حصار القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة قبل أن يلجأ إلى القصف المكثف والهجمات البرية لاستعادته في الأشهر القليلة الماضية.
ورأت مراسلة من وكالة رويترز للأنباء زارت الأحياء التي استعادتها القوات الحكومية في حلب مساحات كبيرة من المدينة وقد تحولت إلى أنقاض ملأت الشوارع والحي القديم الشهير مدمر بالكامل تقريباً.